مؤتمر القدم السكري يوصي بتعزيز الوعي لتجنب بتر الأطراف

مؤتمر القدم السكري يوصي بتعزيز الوعي لتجنب بتر الأطراف

  أعلنت أكاديمية القدم السكري (dfa) عن توصيات مؤتمرها الثالث الذي احتضنته جدة ونظمته لجنة السكري بوزارة الصحة وأكاديمية القدم السكري التابعة لسميث آند نيفيو بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" برعاية ودعم وزارة الصحة واعتماد جامعة كاليفورنيا بسان دييغو.

و خرج المؤتمر بجملة من التوصيات العملية التي صدرت باتفاق لجنة المؤتمر والمشاركين، وذلك في أضخم فعالية تقام ضمن مبادرة أكاديمية القدم السكري حتى الآن. وقد تصدرت قائمة التوصيات الدعوة إلى تعزيز الوعي العام والتدريب المتخصص فيما يتعلق بالمضاعفات الخطيرة المرتبطة بمرض السكري، وذلك لتجنب اللجوء إلى بتر الأطراف وما له من تأثيرات سلبية على المرضى وعائلاتهم.

وكان المؤتمر قد استقطب أكثر من 150 من الخبراء الطبيين، بما في ذلك عدد من كبار الجراحين والممرضين من مستشفيات وزارة الصحة السعودية ومستشفيات دول الخليج. وتضمن المؤتمر برنامجاً مكثفاً وشاملاً حظي باعتماد المجلس السعودي الصحي للتخصصات الطبية وجامعة كاليفورنيا، سان دييجو، وتناول على مدار خمسة أيام كافة الجوانب العملية المتعلقة بإجراءات العلاج قبل وبعد الجراحة لحالات قرحة القدم السكري. وشهد المشاركون عدداً من العمليات الجراحية التي تم بثها مباشرة في مستشفى الملك فهد العام في جدة. واختتم المؤتمر أعماله بحفل تخريج وحلقة نقاش هدفت إلى التخطيط للنسخة الرابعة المرتقبة من مؤتمر أكاديمية القدم السكري.

وترأس المؤتمر كل من د. الدكتور خالد بن عبدالله طيب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، إلى جانب واحد من أبرز الخبراء عالمياً في هذا المجال وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر، مدير مركز علاج الجروح والأبحاث أستاذ الجراحة وجراحة العظام في قسم الجراحة بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، الولايات المتحدة الأمريكية، والتي منحت البرنامج اعتماداً كاملاً. كما تضمنت هيئة الأطباء المشاركين في الحدث عدداً من أبرز الأطباء من السعودية ودول الخليج وخارجها.

وفي تصريح له قال د. خالد بن عبدالله طيب رئيس المؤتمر وعضو الهيئة الدولية لأكاديمية القدم السكري: "أنا على ثقة من أن التوعية العامة،بالإضافة إلى التدريب المتواصل للخبراء الطبيين، تعد عاملاً أساسياً في مكافحة مرض السكري وتقليل أعبائه على المجتمع. ولتحقيق ذلك فإننا بحاجة إلى تطوير خطة استراتيجية تشمل وزارات الصحة والتعليم والمعلومات، إلى جانب جهود الجهات المسؤولة عن رعاية ومصالح الشباب. أنا متفائل جداً بأننا سنحقق هذا الهدف، ولا شك أن برنامج أكاديمية القدم السكري يلعب دوراً هاماً في هذا الإطار".

فيما علق د. جيريت مولدر، الرئيس المشارك للمؤتمر: "انطلق برنامج أكاديمية القدم السكري(dfa) في عام 2011 كمبادرة بناءة للتعاون بين وزارة الصحة وجامعة كاليفورنيا وشركة "سميث آند نيفيو" حملت هدفاً واضحاً يتمثل في تعزيز الوعي بمشاكل القدم السكري لدى خبراء الرعاية الصحية بما يتيح مساعدتهم على توفير مستويات أعلى من الرعاية لمرضاهم. ولاستكمال هذا الهدف، قمنا أيضاً وللمرة الأولى بإطلاق برنامج تعليمي عملي متخصص لطواقم الممرضين الذين يلعبون دوراً أساسياً في مجال رعاية المرضى. نحن على ثقة من أن أكاديمية القدم السكري تساهم بدور فاعل وأن هناك حاجة لمواصلة هذا البرنامج الذي يركز على التعليم الطبي المستمر لرفع مستويات الرعاية المقدمة لمرضى القدم السكري في المملكة العربية السعودية".

من جانبه قال د. نشأت غندورة، رئيس قسم الجراحة ومستشار الجراحة العامة في مستشفى الملك فهد العام بجدة، والذي ساهم بالعديد من المؤلفات والنشرات الطبية حول بتر الأطراف وشارك كأحد أعضاء الهيئة الطبية للمؤتمر:"العامل الأكثر أهمية في العناية بمرضى السكري هو حماية الأطراف عن طريق تقليل حالات البتر وتحسين نوعية الحياة بالنسبة لمرضى السكري. ومن شأن البرامج التثقيفية والتعليمية كبرنامج أكاديمية القدم السكري أن يساهم في إحداث فرق ملموس في هذا الإطار، كما أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر هي توصيات بناءة نثق جميعاً بأنها ستساهم في تحسين وتطوير التعامل مع تقرحات القدم السكري في المملكة العربية السعودية".

فيما أضافت الآنسة هيفاء سلمان، مدير المشاريع في مبادرة "أكاديمية القدم السكري": "نحن سعداء بالنتائج التي خرج بها المؤتمر الأخير لأكاديمية المرض السكري، وأثره في توجيه المشاركين في ممارساتهم المهنية اليومية نحو معالجة أفضل لمضاعفات القدم السكري. كما أن الدعم المتميز الذي تقدمه وزارة الصحة السعودية وجامعة كاليفورنيا وجميع أعضاء الهيئة الطبية للمؤتمر لعب دوراً بارزاً في نجاح البرنامج. نحن نتوقع أن يواصل برنامج أكاديمية المرض السكري تعزيز أثره الإيجابي من خلال جمع نطاق أوسع من ممثلي المجتمع الطبي المختصين بعلاج مرض القدم السكري.يجسد برنامج أكاديمية القدم السكري مبادرة تعليمية سامية ، ونحن في سميث آند نيفيو فخورون بدورنا في دعم هذا البرنامج الذي يسعى إلى إحداث فرق ملموس في حياة الناس".

وفيما يعتبر مرض السكري ظاهرة متفشية عالمياً، فإن المملكة العربية السعودية تتوسط منطقة يعاني سكانها من استعداد وراثي مسبق لمتلازمة أيضية تجعلهم معرضين بشكل خاص للإصابة بالسكري، وهي بالتالي منطقة تشهد أحد أعلى معدلات الإصابة عالمياً بهذا المرض. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية بواقع 283 بالمائة بين عامي2000 و2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة.

يشار إلى أن السعودية تسجل ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة، كما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضم6 من بين الدول العشر التي تشهد أعلى مستوى انتشار للمرض على مستوى العالم.