فقد ساقيه فأصبح أشهر مبتكر للأطراف الصناعية

فقد ساقيه فأصبح أشهر مبتكر للأطراف الصناعية

 لم يخطر ببال متسلق الجبال (هيو هر) وهو فى السابعة عشر من عمره ان اعاقتة ستكون سببا فى تفوقة العلمى ،ففى ذلك الوقت كان طالبا متوسطا او ضعيف المستوى يولى اهتماما اكبر بالرياضة وفى احدى الايام الجليدية صعد هو وزميله احد الجبال بولاية نيو هامبشير بالولايات المتحدة ، وننظر لكثافة الضباب وسرعة الرياح ضلا طريقهما واصيبا ولحسن الحظ عثرت عليهما سيدة وسط الثلوج بعد فترة من الحادث ، وحين وصلا للمستشفى لتلقى العلاج اخبره الاطباء بضرورة بتر ساقة.

(لم تمنعة اعاقتة من صعود الجبال والجرى كل يوم )
يتذكر هيو جيدا حديث الاطباء وهم يقولون له "لن تتمكن من تسلق الجبال او الجرى بعد اليوم"
ويبدو انهم كانوا مخطئين ففى كل يوم على مدار السنوات الاربع الاخيرة يركض الدكتور هيو هر لمسافة 3 كيلومترات قبل ان يذهب الى معمله لابحاث الميكانيكا الحيوية بجامعة ماسا شوستس
يقول الدكتور هيو البالغ من العمر 46 عاما انه حول اهم عائق فى حياتة الى تحد ،حيث سعى الى دراسة الهندسة والالكترونيات ثم حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد فى مجال الفيزياء الحيوية ،وبعد ذلك جمع بين دراسة التشريح البشرى والهندسة لتصميم اطراف صناعية واخذ يطور ها على مدار السنوات الست الاخيرة ، ومن المتوقع طرح احدث جيل لهذة الاطراف دوليا خلال عام 2011 كأحث ابتكار تكنولوجى يتيح لمصابى الحرب وكل من تعرضوا لبتر الساقين ليتمكنوا من الحركة والجرى والرقص مثل الاخرين.
واضاف الدكتور هيو بعد شهور من عملية البتر وتركيب الساق الصناعية بدأت اجرى تجارب لتغيير انواع المعادن المستخدمة فى الساق كى تكون اخف وزن واسهل فى الحركة ولم اعبأ فى ان يكون شكل الاطراف مشابه للسيقان الطبيعية كل ما كنت اريده هو اطرافا اسهل فى الحركة ، وعلى ذلك كان التتصميم الاول للسيقان عبارة عن اسطوانات من الالومنيوم تتحمل وزنى وذات اطراف مدببة يمكن وضعها بين الصخور عند تسلق الجبال ومع نجاح تلك التجربة ادرك هيو ان التكنولوجيا لها دور كبير فى تغير مسار حياتة للأفضل ،حيث قضى سنتين من عمره يتسلق الجبال بالولايات المتحدة ويشارك فى المسابقات الرياضية كأحد الابطال الذين تحدوا اعاقتهم .
الغريب فى الامر انه رغم نجاحة فى صعود الجبال الا انه كان يعانى عند المشى على الارض ، فطبقا للعلماء هناك مشكلات كثيرة عند استخدام الاطراف الصناعية ،حيث لايمكن توجيهها عبر الخلايا العصبية ، وبالتالى فهى تعتمد على الحركة العضلية للفخذ والركبة وذات مجال حركة محمدود ، وكما انها تسبب اصابات للمعاقين بفعل الاحتكاك بين الجسم والمعدن الى جانب انا تحدث الاما بظهر عند المشى او العدو لوقت طويل ، اضف الى كل ذلك ان الاطراف الصناعية البديلة للساق لاتحفظ الوزن بالقدر الكافى وبلا مفاصل مرنة مثل رسغ القدم او الكاحل ، وبالتالى فأن المعاق يحتاج لبل مجهود مضاعف بنسبة 30 بالمائة اكثر من الاخرين .
كانت نصيحة الاطباء من جديد ضرورة التكيف مع الوضع الا ان الدكتور هيو
كان له رأى اخر ، حيث بدأ يعالج المشكلات التى يعانيها واحد تلو الاخرى كانت اولى معوقاتة هى الاصابات المتكررة بفعل الاحتكاك نظرا لاصراره علىالمشى ، وقد ساقتة الظروف للتعرف اثناء دراسته للهندسة على مهندس طيران فى الجيش الامريكى خلال حرب فيتنام هو بارى جوسثنيان وهو احد المعنيين بتحديث الانظمة الهيدروليكية لامتصاص الصدمات عند هبوط الطائرة وبعد شهور من التجارب توصل هيو بالتعاول مع بارى لتصنيع جوارب من البولى يوريثين لتقليل الاحتكاك وامتصاص الصدمات والحد من الاصابات للمعاق عند استخدام الاطراف الصناعية ، وهو المنتج الذى حصل عنة اول براءة اختراع ، وقد تلت هذه التجارب صعوده الاكاديمى كأحد اهم الباحثين فى مجال الاطراف الصناعية،حيث استمر فى تطويرها بأضافة محركات صغيرة وقرون استشعار تقوم بدور الوسيط بين الجهاز العصبى والعضلى للمصاب والطرف الصناعى ، اذ تقوم الاجهزة المضافة برصد وتقدير نوع التربة والحركة المطلوبة والقيام بما لايمكن للمعاق عملة وبالتالى تكون المحصلة ان يمشى او يرقص او يجرى الشخص بصورة طبيعية .. هذه النقطة قيد البحث بين اوساط علمية مختلفة حيث تجرى بعض الدراسات بجامعة براون وممولة من الجيش الامريكى بان يتم زرع الكترود فى رأس المريض ، بحيث يمكنة توجية الاطراف الصناعية عبر المخ دون الحاجة لبذل مجهود عضلى اضافى ، ودون ان يسبب هذا الامر متاعب تالية لفقرات الظهر ، على الجانب الاخر يعمل دكتور هيو على تحسين كفاءة الاطراف وجعلها اكثر ذكاء فى تقدير الحركات المطلوبة عبر توجيه حركى بسيط .
يقول الدكتور هيو : على الرغم من ان الاطراف الصناعية مصنعة من الالومنيوم وسليكون وكربون ، الا انه يمكن جعل هذا الخليط اكثر تفاعلا مع متطلبات الانسان كما ان المستقبل يبشر بـأن العلاقة بين الانسان والروبوت ستتشابك بما قدينهى كلمة اعاقة من قاموسنا اللغوى.
يبدو الدكتور هيو واثق الخطى وهو يعرض ابحاثة والنماذج الجديدة لابتكاراته والتى ضمها مؤخرا فى المعرض الدولى لتكنولوجيات الروبوت والصناعات الحديثة ، والذى يحمل اسم ( اشياء تفكر ) ورغم كل مشاغلة ، مازال هيو الى يومنا هذا يعدو كل صباح ويخطط لتسلق الجبال الصخرية فى ايطاليا وامريكا فى الاعياد والاجازات دون ان يساوره ادنى شك فى امكاناتة الجسدية او قدراته العقلية