علاج شلل الأطفال (Polio treatment) :

يركز العلاج الحديث على التخفيف من حدة الأعراض وتسريع عملية التعافي ومنع المضاعفات، وتضمن التدابير الداعمة المضادات الحيوية لمنع العدوى للعضلات الضعيفة بالإضافة إلى المسكنات لتخفيف الألم والتمارين المتوسطة ونظام غذائي مغذ، كما يتطلب علاج شلل الأطفال إعادة تأهيل طويلة المدى تضمن علاج وظيفي (Occupational therapy) وعلاج فيزيائي (Physical treatment) وأجهزة وأحذية مُصنعة بمواصفات خاصة (وفي بعض الحالات) جراحة للعظام.
ويمكن أن يتطلب أجهزة تنفس اصطناعية لدعم التنفس، وقديماً تم استخدام أجهزة التنفس بالضغط السلبي غير التداخلي (Non-intrusive negative Pressure breathing) والتي أطلق عليها اسم الرئة الحديدية للحفاظ على التنفس صناعياً أثناء عدوى حادة من شلل الأطفال حتى يتمكن الشخص من التنفس بشكل مستقل (حسب احتياج المريض).يستخدم حالياً الكثير من المتعافين من شلل الأطفال او المصابين بشلل تنفسي دائم أجهزة تنفس حديثة على شكل سترة لها تهوية ميكانيكية تُلبس على الصدر والبطن.


العلاجات الأخرى لشلل الأطفال (Other polio treatments) :

العلاج بالماء (Water therapy).

العلاج الكهربي (Electrotherapy).

تمارين التدليك والحركة السلبية (Passive movement and massage exercises).

العلاجات الجراحية مثل إطالة الأوتار (Tendon lengthening) اوزراعة الأعصاب (Nerve transplantation).


التعافي ( Polio Recovery ) :


تؤدي العديد من حالات شلل الأطفال إلى شلل مؤقت فقط حيث تعود النبضات العصبية إلى العضلات المشلولة سابقاً في غضون شهر وعادة ما يكتمل التعافي في غضون ستة إلى ثمانية أشهر، تعتبر العمليات الحيوية العصبية المشاركة في التعافي بعد التهاب سنجابية النخاع الشللي الحاد فعالة إلى حد ما حيث أن العضلات قادرة على الاحتفاظ بالقوة الطبيعية لها حتى في حالة فقد نصف الخلايا العصبية الحركية الأصلية، ومن المحتمل أن يكون الشلل المتبقي بعد اكثر من عام دائماً على الرغم من وجود تعافي بسيط لقوة العضلات بعد فترة من 12 إلى 18 شهراً من الإصابة.


وقد يساعد علي التعافي عملية تفريخ النهايات العصبية بشكل طبيعي ، حيث تطور الخلايا العصبية الحركية المتبقية في جذع الدماغ والحبل الشوكي فروعاً جديدة أو براعم عصبية محورية، يمكن لهذه البراعم أن تعيد التزود العصبي للألياف العضلية المتضررة التي تم حرمانها من التزود العصبي بواسطة عدوى شلل الأطفال الحادة مما ينتج عنه استعادة قدرة الألياف على الإنقباض والإنبساط وتحسين قوتها. وقد ينتج (في بعض الحالات) عن اعادة بناء النهايات العصبية عدد قليل من الخلايا العصبية الحركية المتضخمة والتي تقوم بالعمل الذي كانت تؤديه سابقا عدد أربع أو خمس اضعاف من الخلايا العصبية الحركية.

مثلاً : فالخلية العصبية التي كانت تتحكم في 200 خلية عضلية تتحكم الآن في من 800 إلى 1000 خلية عضلية.

من الآليات الأخرى التي تحدث أثناء مرحلة إعادة التأهيل والتي تساهم في استعادة قوة العضلات: تضخم الألياف العضلية.توسيع ألياف العضلات من خلال التمرين والنشاط.تحويل ألياف العضلات من النوع الثاني إلى ألياف العضلات من النوع الأول.
بالإضافة إلى هذه العمليات الحيوية العضوية يمتلك جسم الإنسان عدداً من الآليات التعويضية للحفاظ على الوظيفة في وجود الشلل المتبقي.


اَليات التعويض الذاتي ( Self Compensatory mechanism ) :


استخدام عضلات أصغر ذات قوة أعلى من المعتاد نسبة إلى السعة القصوى للعضلة.تعزيز التطور البنائي للعضلات التي لم تكن تستخدم من قبل.استخدام الأربطة لتحقيق الثبات مما يسمح بحركة أكبر.


المضاعفات (Polio Complications) :


غالباً ما تحدث المضاعفات المتبقية لشلل الأطفال بعد عملية الشفاء الأولية، ويمكن أن يؤدي شلل العضلات الجزئي في بعض الأحيان إلى تشوهات في الهيكل العظمي وشد المفاصل وإعاقة الحركة، وبمجرد أن تصبح عضلات الطرف رخوة قد تتداخل مع وظيفة العضلات الأخرى، ومن المظاهر النمطية لهذه المشكلة القدم المستدق (التي تشبة السهم)، ويتطور هذا التشوه عندما تعمل العضلات التي تسحب أصابع القدم لأسفل لكن من دون تلك التي تسحبها لأعلى ويسبب هذا ميلاً للقدم بشكل طبيعي نحو الأرض، وإذا تُركت المشكلة دون علاج فإن أوتار أخيل في الجزء الخلفي من القدم تتراجع ولا يمكن للقدم أن تتخذ وضعاً طبيعياً مرة اخري.

لا يمكن لضحايا شلل الأطفال الذين يصابون بإعوجاج القدم المشي بشكل صحيح لأنهم لا يستطيعون وضع كعبهم على الأرض، ويمكن أن يحدث وضع مماثل إذا أصيب الذراعان بالشلل، وفي بعض الحالات يتباطأ نمو الساق المصابة بشلل الأطفال بينما تستمر الساق الأخرى في النمو بشكل طبيعي، والنتيجة أن ساق واحدة أقصر من الأخرى ويعرج الشخص ويميل إلى جانب ما مما يؤدي بدوره إلى تشوهات العمود الفقري (مثل انحراف العمود الفقري جانبياً Tilting ).

وقد تحدث هشاشة العظام وزيادة احتمالية كسور العظام، ويمكن تزويد الشخص بالأحذية المخصصة التي تصحح الفرق في أطوال الساق. يكون من المفيد احياناً إجراء جراحة لإعادة توازن الإختلالات العضلية، حيث أن الاستخدام الطويل للسنادات أو الكراسي المتحركة إلى متلازمة الانضغاط العصبي (nervous compression syndrome) بالإضافة إلى فقدان الدور الوظيفي للأوردة في الساقين بسبب تجمع الدم في الأطراف السفلية المشلولة.


تشمل مضاعفات توقف الحركة المطول:


وذمة الرئة, الكليتين, القلب, ذات الرئة الشفطي, عدوى الجهاز البولي, حصوات الكلى, التغلف المعوي, التهاب عضلة القلب, مرض القلب الرئوي.


متلازمة ما بعد شلل الأطفال (Post-polio syndrome) :


يمكن أن تظهر بين 25% و 50% من الأفراد الذين تعافوا من شلل الأطفال في سن الطفولة أعراض متأخرة بعد عقود من التعافي من العدوى الحادة ولا سيما ضعف العضلات الجديد والتعب الشديد. تُعرف هذه الحالة باسم متلازمة ما بعد شلل الأطفال (PPS) أو عواقب ما بعد شلل الأطفال، يُعتقد أن أعراض هذه المتلازمة تنطوي على فشل الوحدات الحركية الضخمة التي تم إنشاؤها أثناء مرحلة الشفاء من المرض الشللي بفترة طويلة.

ومن العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال: الشيخوخة مع فقدان وحدات الخلايا العصبية ووجود ضعف متبقي دائم بعد الشفاء من المرض الحاد وإفراط استخدام أو عدم استخدام الخلايا العصبية، وتعد متلازمة ما بعد شلل الأطفال مرضا بطيئاً يتطور ولا يوجد له علاج محدد، إن متلازمة ما بعد شلل الأطفال ليست معدية لكن الأشخاص الذين يعانون من المتلازمة لا يتخلصون من فيروس شلل الأطفال.

#حياة_تتعاش