تحليــل مشـــية الإنســـان الغير الســـليم

تحليــل مشـــية الإنســـان غير الســـليم


مقدمة : يمثل المشي جزءاً بسيطاً مما يمكن للأطراف السفلية أن تقدم للإنسان السليم فالركض والتسلق وحمل الأشياء هم فعاليات تتطلب نشاطاً أكبر بكثير من المشي والتي يمكن للإنسان السليم أن يقوم بها ففي حال حدوث شلل أو تشوه لأي جزء من أجزاء الجسم أو لأي عضلة من العضلات التي تقوم بالحركة فإن هذا التشوه سوف يحد من نشاط المريض ومن فعالية أطرافه السفلية لذا يلجأ المريض إلى التكيف مع التشوه أو مع الخسارة ويكون التكيف سريعاً عند الأطفال وبطيئاً عند البالغين (ويعود ذلك إلى أن العظام عند الأطفال تكون طريةً أما عند البالغين فالعظم قد تعظم واكتمل نموه) .

 

يحاول المرضى (خاصةً البالغين) في كثيرٍ من الأحيان التغلب على التشوه حتى مع وجود الآلام ولكن عند تفاقم المشكلة (تشوه وألم) فإن المريض يصبح عاجزاً عن التكيف والتعويض لأن هذا التعويض يحتاج إلى جهد كبير يبذل من قبل المريض وفي هذه الحالة يجب علينا أن نحدد بدقة ما هو التشوه وما هو سببه كي نستطيع تصميم الجهاز التقويمي الذي يقوّم هذا التشوه .

عندما يكون التفاوت كبيراً فإن المشي يصبح غير مستقر ويصبح من الضروري استخدام الأجهزة المساعدة وإن إمكانية تقليل 

هذا الفرق بين التعويض والفقدان تعتمد على :
1.    نوع العلاج المستخدم (جهاز تقويمي أو طريقة علاج أخرى) .
2.    طبيعة المريض (حالته النفسية) .
3.    شدة حالته المرضية .
في الأوقات السابقة كان على الإنسان أن يتذكر فقط مجموعة من الحالات المرضية التي كانت تتصف جميعها بصفة ظاهرية واحدة (العرج) , هذه الطريقة من الوصف لم تعد كافيةً في الوقت الحاضر وخاصةً مع ظهور التفاوت الكبير في الحالات المرضية مثل :

o    الشلل الدماغي Cerebral palsy
o    سوء النمو النخاعي (الحثل الشوكي) Myelodysplasia
o    السكتة الدماغية Stroke
o    إصابة في الدماغ أو في النخاع الشوكي Brain and Spinal injury بعد سوء التغذية العضلي Muscular dystrophy بعد مزيج من الآفات العصبية العضلية A miscellany of other neuromuscular lesions
o    التهاب المفاصل Arthritis

بالإضافة إلى أنواع متعددة من التشوهات الخلقية .
وبذلك فقد أصبحت المشية غير السليمة أكثر تعقيداً حيث أنه لم يعد بالإمكان الاطّلاع فقط على قائمة حالات العرج وتحديد العلاج الفعال وأصبح من الضروري تحديد عمل كل جزء من أجزاء الجسم وخاصةً الجذع والورك ومفصل الورك ومفصل الركبة ومفصل الكاحل والقدم وملاحظة الاختلاف بين عمل العضو المريض وعمله المماثل في الحالة السليمة خلال أطوار المشي .

ترد عندئذٍ هذه الاختلافات إلى حالة المريض الجسمانية (الإحساس , مجال الحركة , قوة العضلات) وبالتالي معرفة أسباب العجز