التطور الحركي والفكري

التطور الحركي والفكري

يولد الطفل اليوم الأول يبدأ في تكوين القدرات الحركية والفكرية ، ومع إكتساب كل مقدرة يفقد بدون أن يكون لديه أي قدرات سوى بضع غرائز وانعكاسات إنفعالية كمص الأصابع، ومنذ الطفل إحدى الانعكاسات الانفعالية والحركات البدائية ، أي انه في كل مرحلة عمريه هناك مكتسابات وهناك مفقودات لإنتفاء الحاجة إليها.

إذا علمنا أن وزن المخ عند الولادة هو 400 جرام ، وفي سن الرابعة هو1400 جرام عرفنا أهمية هذه المرحلة من العمر، فمع نمو المخ تنمو الأعصاب والأحاسيس، كما تنمو المهارات والقدرات، فالزرع يحتاج إلى الماء لنموه، كذلك القدرات والمهارات تحتاج إلى التدريب والتعليم، والبيئة التي يعيش فيها الطفل هي المصدر الأساسي لذلك، وبقدر هذا التدريب يكون نمو القدرات والذكاء، ولكل مرحلة نموها الفكري والعضلي، وقدراتها الذهنية والحركية.

 

 ما هو مستوى التطور الفكري والحركي ؟
هي القدرات والمهارات المتوقع وجودها في  مرحلة معينة من العمر، وهناك إختلافات فردية بسيطة بين الأطفال في كل مرحلة، فالبعض يتكلم أو يمشي قبل الآخر، ولكن هذا لا يعتبر تخلفاً، فإكتساب المهارات يتأثر بعوامل كثيرة حول الطفل مثل الإختلاط بأطفال في سنه وطريقة التربية إضافة إلى التركيب الجيني والوراثي.
 
كيف تنشأ تلك التطورات ؟
لبناء القدرة والمهارة يحتاج الطفل إلى شروط عديدة من أهمها النضج والتعليم الملائم، فالنضج يعني إكتمال الإحتياجات العصبية والعضلية، والتعلم الملائم هو إكتساب مهارة معينة تتبعها أخرى كطلوع درجات السلم درجة درجة، ولكل مرحلة عمريه قدراتها، فالطفل الذي لا يسمع لا يمكن أن يتكلم، ويحتاج إلى إكتساب القدرة على الجلوس قبل المشي، وتلك تحتاج إلى وجود التوازن وإنتفاء الإنعكاسات البدائية، وفي هذه المراحل يحتاج الطفل إلى التعليم والتدريب ، وأن يتم إستخدام تلك المهارات ما أمكن وزيادتها بالتدريج، وهنا تلعب الأسرة الدور الأكبر في بناء هذه المهارات والقدرات، وإهمال الطفل يؤدي إلى توقف البناء وحدوث أو زيادة التخلف  الحركي والفكري .
 
الشلل الدماغي والتطور الحركي والفكري :
المصاب بالشلل الدماغي طفل يكتسب القدرات الحركية واللغوية كالأطفال الآخرين، ولكن هناك معوقات لتطور الحركة والفكر لديه نوجزها في ما يلي :
o وجود تخلف فكري بدرجات متفاوتة ( حسب نوع ودرجة الإصابة ).
o إرتخاء أو تيبس العضلات .
o وجود الحركات غير الإرادية وعدم التوازن.
o قد يكون هناك تأثر في السمع أو البصر.
o تأخر المهارات اللغوية و النطق.
هذه المعوقات بالإضافة إلى ضعف القدرات التعبيرية تجعل الترابط بين الطفل ومجتمعه ضعيف، ومن هنا تزداد الفرقة بينه وبين من يربيه خاصة أمه، ويبدأ الإهمال فتتوقف قدراته الفكرية والحركية عن البناء ويزداد الجفاء، ومن ثم الدخول في مرحلة الإحباط النفسي للطفل والأم، ومن هنا يجب التأكيد مرات على دور الأسرة عموماً والأم خصوصاً الذين يستطيعون بالصبر والمثابرة على التدريب والتعليم تنمية قدرات الطفل المصاب، وبها يمكن تخفيف درجة التخلف الحركي والفكري، وعن طريقة التدريب يمكن زيادة قوة العضلات ومن ثم القدرات الحركية.
 
مظاهر التخلف الحركي والفكري ؟
المصابين بالشلل الدماغي قد تكون لديهم صعوبات حركية، وقد يكون هناك حركات لا إراديه مع عدم القدرة على حفظ التوازن كلها تؤدي إلى إعاقة و تطور نموهم الحركي، كما قد تكون هناك مشاكل أخرى تعيق تطورهم الفكري وتواصلهم مع المجتمع مثل نقص السمع ومشاكل البصر، ويخشى الأهل في أنه إذا تخلف أبنهم عن إكتساب أحدى المهارات في سن معينة أن يكون السبب هو التخلف الفكري ولكن هذا غير صحيح على العموم،  فتأخر المشي والكلام عن سن معينة قد يكون طبيعياً، والطفل المتأخر فكرياً يتأخر في بلوغ مجموعه من المهارات التي عادة ما يكون أقرانهم قد حصلوا عليها، ومن هنا يأتي دور الأهل في التعليم والتدريب، وللقيام بالتشخيص يحتاج الأمر إلى مراجعة الطبيب، وهناك علامات معينه للتخلف قد تساعد الأهل على طلب المساعدة الطبية :
o تأخر ظهور الابتسامة   ( الأسبوع السادس ).
o أن لا يكون الطفل أجتماعي مع من حوله ( الشهر الثالث ).
o تأخر الكلام .
o ضعف الذاكرة وعدم التركيز.
o عدم القيام بالحركات الجسمية لكل مرحلة عمريه.